البيان والرشاد من الله على لسان محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو القرآن، ﴿إِلا أَنْ قَالُوا﴾ [الإسراء: ٩٤] أي: إلا قولهم فِي التعجب والإنكار، ﴿أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا﴾ [الإسراء: ٩٤] وهو أنهم قالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا.
وفي إنكارهم كون البشر رسولا اقتضاء أن يبعث إليهم ملك.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ﴾ [الإسراء: ٩٥] قال الحسن: قانطين.
وقال الكلبي: مقيمين.
وقال الزجاج: مستوطنين فِي الأرض.
ومعنى الطمأنينة السكون، والمراد ههنا المقام والاستيطان، لأنه يقال: سكن فلان بلد كذا إذا استوطن، وإن كان ماشيا متقلبا فِي حاجاته، وليس يراد السكون الذي هو ضد الحركة، وقوله: ﴿لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولا﴾ [الإسراء: ٩٥] أعلمهم الله تعالى أن الأعدل والأبلغ فِي الأداء إليهم بشر مثلهم، ولو كان فِي الأرض بدل الآدميين ملائكة لنزلنا عليهم ملكا رسولا، وما بعد هذا مفسر فِي آخر ﴿ [الرعد.
قوله:] وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ﴾ [سورة الإسراء: ٩٧] قال ابن عباس: من يرد الله هداه، ﴿فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ﴾ [الإسراء: ٩٧] قال: ومن يخذله، ﴿فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ﴾ [الإسراء: ٩٧].
يهدونهم من دون الله، ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ﴾ [الإسراء: ٩٧]
٥٥٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
رَوَاه الْبُخَارِيّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد، وَرَوَاه مُسْلِم، عَن عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ كِلاهُمَا، عَن يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَيْبَانَ
وقوله: ﴿عُمْيًا﴾ [الإسراء: ٩٧] قال ابن عباس فِي رواية الوالبي: لا يرون شيئا يسرهم، ﴿وَبُكْمًا﴾ [الإسراء: ٩٧] لا ينطقون بحجة، ﴿وَصُمًّا﴾ [الإسراء: ٩٧] لا يسمعون شيئا يسرهم.
وقال فِي رواية عطاء: يريد عميا عن النظر إلى ما جعله الله لأوليائه، وبكما عن مخاطبة الله تعالى، وصما عما مدح الله به أولياءه.
وقال مقاتل: هذا حين يقال لهم: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨] فيصيرون عميا بكما صما، لا يرون ولا يسمعون ولا ينطقون بعد ذلك.
وقوله: ﴿كُلَّمَا خَبَتْ﴾ [الإسراء: ٩٧] يقال: خبت النار، تخبو خبوا إذا سكن لهيبها.
﴿زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾ [الإسراء: ٩٧] قال ابن عباس: سعر العذاب عليهم بأشد مما كان.
وما بعد هذا مفسر فِي هذه ال { [.
ثم