فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عِنْدَ مَغِيبِهَا | فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وَثَأْطٍ حَرْمَدِ |
وقوله: ﴿إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ﴾ [الكهف: ٨٦] الآية، قال المفسرون: يريد إما أن تقتلهم إن أبوا ما تدعوهم إليه، وإما أن تأسرهم، فتعلمهم الهدي، وتبصرهم الرشاد.
قال قتادة: قضى فيهم بقضاء الله، وكان عالما بالسياسة.
فقال: ﴿أَمَّا مَنْ ظَلَمَ﴾ [الكهف: ٨٧] قال ابن عباس: أشرك.
﴿فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ﴾ [الكهف: ٨٧] نقتله إذا لم يرجع عن الشرك، ﴿ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ﴾ [الكهف: ٨٧] بعد قتلي إياه، ﴿فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا﴾ [الكهف: ٨٧] يعني فِي النار.
﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى﴾ [الكهف: ٨٨] قال الفراء: الحسنى الجنة.
وأضيف الجزاء إليها، وهي الجزاء، كما يقال: ﴿حَقُّ الْيَقِينِ﴾ [الواقعة: ٩٥]، ﴿وَلَدَارُ الآخِرَةِ﴾ [يوسف: ١٠٩] وقرأ أهل الكوفة فله جزاء نصبا، وهو مصدر وقع موقع الحال، المعنى: فله الحسنى جزاء مجزيا بها، وقال ابن الأنباري: جزاء نصب على المصدر.
المعنى: فيجزى الحسنى جزاء، ﴿وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [الكهف: ٨٨] قولا جميلا.
قوله: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا {٩٢﴾ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا ﴿٩٣﴾ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿٩٥﴾ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ } [الكهف: ٩٢-٩٨] ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ [الكهف: ٨٩] إخبار عن ذي القرنين أنه سلك طريقا يوصله إلى المشرق.
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا﴾ [الكهف: ٩٠] قال الحسن، وقتادة: لم يكن بينهم وبين الشمس ستر، لأنهم كانوا فِي مكان لا يستقر عليه البناء.
وقال الكلبي: كانوا حفاة عراة، يفرش أحدهم أذنه، ويلبس الأخرى.
وقوله: