فيه منخفض ولا مرتفع.
وقال مجاهد: انخفاضا وارتفاعا.
وقال قتادة: لا ترى فِيها صدعا ولا أكمة.
وقال الحسن: العوج ما انخفض من الأرض، والأمت ما نشز من الروابي.
وتقول العرب: ملأ سقاءه حتى ليس فيه أمت، إذا لم ينثن لتمام الامتلاء.
قوله: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ﴾ [طه: ١٠٨] قال الفراء: يعني صوت الداعي للحشر.
قال المفسرون: يتبعون صوت داعي الله الذي يدعوهم إلى موقف القيامة.
﴿لا عِوَجَ لَهُ﴾ [طه: ١٠٨] لا عوج لهم عن الداعي، فلا يقدرون إلا أن يتبعوه، قال ابن عباس: كلهم تبع الصوت لا يتعوج عنه، ﴿وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ﴾ [طه: ١٠٨] سكتت وذلت وخضعت، ﴿فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا﴾ [طه: ١٠٨] قال أكثر المفسرين: يعني صوت نقل الأقدام إلى المحشر، والهمس الصوت الخفي كصوت أخفاف الإبل فِي المشي، وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: يعني تحريك الشفاه بغير منطق.
وهو قول مجاهد: الكلام الخفي.
والمعنى على هذا التفسير: سكتت الأصوات، فلا يجهر أحد بكلام إلا كالسر من الإشارة بالشفة، وتحريك الفم من غير صوت.
﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا {١٠٩﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴿١١١﴾ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا ﴿١١٢﴾ } [طه: ١٠٩-١١٢] ﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ﴾ [طه: ١٠٩] أي: لا تنفع الشفاعة أحد من الناس إلا من أذن الله أن يشفع له، فذلك الذي ينفعه الشفاعة، ﴿وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا﴾ [طه: ١٠٩] قال ابن عباس: يعني قال: لا إله إلا الله، وهذا يدل على أنه لا يشفع لغير المؤمن.
﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ [طه: ١١٠] الكناية راجعة إلى الذين كفروا في قوله: ﴿يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ﴾ [طه: ١٠٨] قال ابن عباس: يريد ما قدموا وما خلفوا.
وقال الكلبي: ما بين أيديهم من أمر الآخرة.
وما خلفهم من أمر الدنيا، ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ [طه: ١١٠] الكناية تعود إلى ما في قوله: ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ [طه: ١١٠] أي: هو يعلم ذلك وهم لا يعلمونه، ويجوز أن تعود الكناية إلى الله، لأن عباده لا يحيطون به علما.
قوله: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ [طه: ١١١] قال ابن عباس فِي رواية الوالبي: ذلت.
وهو قول قتادة، وقال فِي رواية عطاء: خضعت.
وقال طلق بن حبيب: هو السجود على الجبهة.
قال الزجاج: معنى عنت فِي اللغة: خضعت، وسمي الاسير عانيا لخضوعه فِي يد من أسره، يقال: عنا يعنو عنوا إذا خضع.
﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا﴾ [طه: ١١١] قال ابن عباس: خسر من أشرك بالله.
﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ﴾ [طه: ١١٢] مَنْ للجنس، والمعنى: من يعمل الصالحات، وهو مؤمن، لأن غير المؤمن لا يقبل عمله، ولا يكون صالحا، ﴿فَلا يَخَافُ ظُلْمًا﴾ [طه: ١١٢] أي: فهو لا يخاف، وقرأ ابن كثير: فلا يخف على


الصفحة التالية
Icon