أنها تكون مرة كالمهل، ومرة كالدهان.
قال ابن مسعود: تبدل بأرض كالفضة بيضاء نقية لم يسفك فيها دم، ولم يعمل عليها خطيئة.
وهذا قول الكلبي، وعطاء، عن ابن عباس، وأكثر المفسرين.
﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [إبراهيم: ٤٨] كقوله: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [إبراهيم: ٢١].
وترى المجرمين قال ابن عباس: يريد الذين أجرموا، زعموا أن لله ولدا وشريكا.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾ [إبراهيم: ٤٩] يوم القيامة، مقرنين يقال: قرنت الشيء بالشيء إذا وصلته به، وجاء ههنا على التشديد، لكثرة أولئك القوم، قوله: في الأصفاد جمع الصفد، وهو القيد، قال عطاء: يريد سلاسل الحديد والأغلال.
وقال الكلبي: كل كافر مع شيطان في غل.
وقال ابن زيد: قرنت أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأغلال.
سرابيلهم جمع سربال، وهو القميص، وقال الزجاج: هو كل ما لبس من قطران، وهو هناء الإبل، وهو شيء يتحلب من شجر، وجعلت سرابيلهم من قطران، لأنه أبلغ في اشتعال النار في جلودهم، ﴿وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ [إبراهيم: ٥٠] أي تعلوها.
﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ﴾ [إبراهيم: ٥١] ليقع لهم الجزاء من الله بما كسبوا، يعني الكفار.
هَذَا يعني القرآن ﴿بَلاغٌ لِلنَّاسِ﴾ [إبراهيم: ٥٢] أي أنزل، ليبلغوا، ﴿وَلِيُنْذَرُوا بِهِ﴾ [إبراهيم: ٥٢] قال ابن عباس: ولتنذر قومك يا محمد، ﴿وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [إبراهيم: ٥٢] أي: بما فيه من الحجج التي تدل على وحدانيته، ﴿وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [إبراهيم: ٥٢] وليتعظ أهل العقول والبصائر.