يقال: فضحه يفضحه إذ أبان من أمره ما يلزمه به العار.
والمعنى: لا يفضحون بقصدكم إياهم بالسوء، فيعلموا أنه ليس لي عندكم قدر.
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ﴾ [الحجر: ٦٩] مذكور في ﴿ [هود، فقالوا له:] أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة الحجر: ٧٠] أي: عن ضيافة العالمين، والمعنى: أولم ننهك عن أن تدخل أحدا بيتك، لأنا نريد منه الفاحشة، فقال لهم لوط: ﴿هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ [الحجر: ٧١] أي: إن كنتم فاعلين لهذا الشأن، فعليكم بالتزوج ببناتي، ومضى الكلام في هذا.
قوله لعمرك العَمر والعُمر واحد، فإذا أقسموا فتحوا العين لا غير، قال الزجاج: لأن الفتح أخف عليهم، وهم يكثرون القسم بلعمري، فلزموا الأخف.
قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد وعيشك يا محمد.
٥١٠ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، نا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، وَلا ذَرَأَ وَلا بَرَأَ نَفْسًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ، صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلا بِحَيَاتِهِ، قَالَ: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾
وقوله: ﴿إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الحجر: ٧٢] قال عطاء: يريد أن قومك في ضلالتهم يتمادون.
وقال عامة المفسرين: يعني قوم لوط.
﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ﴾ [الحجر: ٧٣] يعني صيحة العذاب.
قال المفسرون: صاح بهم جبريل صيحة أهلكتهم.
وقوله: ﴿مُشْرِقِينَ﴾ [الحجر: ٧٣] يقال: أشرق القوم إذا دخلوا في وقت شروق الشمس، مثل أصبحوا وأمسوا.
والمعنى أن العذاب أتاهم في شروق الشمس، يقال: إن أول العذاب كان مع طلوع الصبح، ثم امتد إلى شروق الشمس، لذلك قال: مصبحين، ثم قال: مشرقين.
﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا﴾ [الحجر: ٧٤] مفسر في ﴿ [هود.
] إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ [سورة الحجر: ٧٥] يعني فيما فعل بقوم لوط، ﴿لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ [الحجر: ٧٥] يقال: توسمت في فلان خيرا إذا رأيت أثره فيه.
والمتوسم: الناظر في السمة الدالة على الشيء.
قال عطاء، عن ابن عباس: للمتفرسين.
وقال الضحاك: للناظرين.
قال مقاتل: للمتفكرين.
وقال قتادة: للمعتبرين.