إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَوْحٍ، وَغُنْدَرٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، كُلُّهُمْ، عَنْ شُعْبَةَ
ويدل على ما ذكرنا قوله: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ﴾ [ص: ٣٦] ولم نسخرها لأحد بعده ولا ملكها سواه، ﴿تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً﴾ [ص: ٣٦] لينة الهبوب ليست بالعاصفة، حيث أصاب أراد من النواحي، قال الزجاج: إجماع أهل اللغة والمفسرين حيث أصاب، أي حيث أراد من النواحي.
قال الزجاج: وحقيقته حيث قصد.
وقال الأصمعي: العرب تقول: أصاب فلان الصواب فأخطأ الجواب، معناه أنه قصد الصواب وأراده فأخطأ مراده ولم يتعمد الخطأ.
والشياطين أي: وسخرنا له الشياطين، كل بناء يبنون له ما يشاء من محاريب وتماثيل، وغواص يغوصون في البحار يستخرجون له الدر من البحار.
وآخرين أي: وسخرنا له آخرين، يعني مردة الشياطين سخروا له حتى قرنهم في الأصفاد، وهو قوله: ﴿مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ﴾ [ص: ٣٨] يقال: قرنهم في الحبال إذا كانوا جماعة كثيرة، والأصفاد الأغلال، واحدها صفد.
قال الزجاج: هي السلاسل من الحديد، وكل ما شددته شدا وثيقا بالحديد وغيره فقد صفدته.
قال أبو عبيد: يقال صفدت الرجل فهو مصفود، وأصفدته فهو مصفد.
هذا عطاؤنا أي: قلنا له هذا الملك، يعني ما سأل من قوله: ﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا﴾ [ص: ٣٥]، ﴿فَامْنُنْ﴾ [ص: ٣٩] لمن الإحسان إلى من لا تستثيبه.
قال عطاء، عن ابن عباس: أعط من شئت وأمسك عمن شئت.
بغير حساب لا حرج عليك فيما أعطيت وفيما أمسكت.
قال الحسن: ما أنعم الله على أحد نعمة إلا عليه تبعة إلا سليمان، فإن الله تعالى قال: هذا عطاؤنا الآية، إن أعطي أجر، وإن لم يعط لم يكن عليه