وثوابه وجزائه، قال مجاهد: وطريق الحق على الله.
وهذا كقوله: ﴿هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾ [الحجر: ٤١].
قوله: ﴿وَمِنْهَا جَائِرٌ﴾ [النحل: ٩] أي مائل عادل عن الحق، قال الكلبي: يعني اليهودية والنصرانية والمجوسية.
وقال ابن المبارك: يعني الأهواء والبدع.
ثم بين أن المشيئة إليه، فقال: ﴿وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [النحل: ٩] قال ابن عباس: لو شاء لأرشدكم كلكم حتى لا يختلف عليك يا محمد أحد.
قوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ﴾ [النحل: ١٠] تشربونه، ومنه شجر قال الزجاج: كل ما نبت على الأرض فهو شجر.
وقال ابن قتيبة: يعني الكلأ.
والمعنى أنه ينبت بالماء الذي ينزل من السماء ما ترعاه الرعية من دق الشجر وجلها، لأن الإبل ترعى جل الشجر، قوله: فيه أي في الشجر، ﴿تُسِيمُونَ﴾ [النحل: ١٠] يقال: أسمت الماشية إذا خليتها ترعى، وسامت هي إذا رعت، فهي سائمة.
قوله: ﴿يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ﴾ [النحل: ١١] قال ابن عباس: يريد الحبوب.
والزيتون جمع زيتونة، يقال للشجرة نفسها: زيتونة، وباقي الآية وما بعدها ظاهر تقدم تفسيره، وأكثر القراء على نصب الشمس والقمر والنجوم، وهو الوجه لاستقامتها مع ما قبلها في المعنى، وإذا استقامت في معنى واحد استقامت في إعراب واحد.
وقوله: مسخرات حال مؤكدة، لأن تسخيرها قد عرف بقوله: وسخر.
وقرأها ابن عامر بالرفع، فابتدأ الشمس والقمر، وجعل مسخرات خبرا عنها، وقرأ حفص مسخرات بالرفع وحدها وجعلها خبر ابتداء محذوف كأنه قال: مسخرات.
قوله ﴿وَمَا ذَرَأَ﴾ [النحل: ١٣] أي: وسخر لكم ما خلق، لكم أي لأجلكم، يعني الدواب والشجر وغيرها، ﴿مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ﴾ [النحل: ١٣] أي هيئته ومناظره.
﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {١٤﴾ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥﴾ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴿١٦﴾ } [النحل: ١٤-١٦] ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ﴾ [النحل: ١٤] ذلك للركوب والغوص، ﴿لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا﴾ [النحل: ١٤] يعني السمك، ﴿وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾ [النحل: ١٤] يريد الدر واللؤلؤ والمرجان، ﴿وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ﴾ [النحل: ١٤] شواق الماء بدفعه بصدرها، ومخر السفينة: شقها الماء بصدرها، ﴿وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النحل: ١٤] يعني لتركبوه للتجارة فتطلبوا الربح من فضل الله.
﴿وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ﴾ [النحل: ١٥] جبالا ثوابت، ﴿أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل: ١٥] الميد الحركة والاضطراب، ماد يميد ميدا، قال ابن عباس: أوتدها بالجبال لئلا تميد بأهلها.
وأنهارا وجعل فيها أنهارا، النيل، والفرات، ودجلة،


الصفحة التالية
Icon