تقول: لا تقدم بين يدي الإمام، وبين يدي الأب.
أي: لا تعجل بالأمر والنهي دونه.
ومعنى بين اليدين ههنا: الأمام والقدام، وذلك راجع إلى قدام الأمر والنهي، لأن المعنى: لا تقدموا قبل أمرهما ونهيهما، وبين اليدين عبارة عن الأمام، لأن ما بين يدي الإنسان أمامه، ومعنى الآية: لا تقطعوا أمرًا دون الله ورسوله، أي: ولا تعجلوا به، قال جابر: نزلت في النهي عن الذبح يوم الأضحى قبل الصلاة.
وقالت عائشة رضي الله عنها: نزلت في النهي عن صوم يوم الشك.
٨٥٩ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَنْبَارِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، نا أَبِي، نا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ زُفَرَ بْنِ الْهُذَيْلِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حبال بْنِ رُفَيْدَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [الحجرات: ١] قَالَتْ: لا تَصُومُوا قَبْلَ أَنْ يَصُومَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
واتقوا لله في تضييع حقه، ومخالفة أمره، ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ﴾ [الحجرات: ١] لأقوالكم، عليم بأفعالكم.
قوله: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ [الحجرات: ٢] قال أنس: لما نزلت هذه الآية، قال ثابت بن قيس الأنصاري: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأجهر له بالقول، حبط عملي، وأنا من أهل النار.
وكان ثابت رفيع الصوت، فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: