بني تميم، قدموا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفداء ذراري لهم سبيت، فنادوا: يا محمد اخرج إلينا.
وقد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نام للقابلة، فتأذى بأصواتهم، ولم يعلموا في أي حجرة هو، فكانوا يطوفون على الحجرات، وينادونه، ﴿أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾ [الحجرات: ٤] وصفهم الله بالجهل، وقلة الصبر، وقلة العقل، فقال: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [الحجرات: ٥].
قال مقاتل: يعني بالخير: أنهم لو صبروا، لخلى سبيلهم بغير فداء، فلما نادوه، أعتق نصف ذراريهم، وفادى نصفهم.
يقول الله تعالى: ولو صبروا، لكنت تعتق كلهم.
﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: ٥] لمن تاب منهم.
قوله: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {٦﴾ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴿٧﴾ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٨﴾ } [الحجرات: ٦-٨].
﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ [الحجرات: ٦] نزلت في الوليد بن عقبة، بعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصدقًا إلى بني المصطلق، فلما سمعوا به، اجتمعوا ليتلقوه، وكانت بينهم عداوة في الجاهلية، ففرق الوليد، ورجع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: إنهم قد منعوا الصدقة، وارتدوا.
فنزلت فيه هذه الآية، قوله: فتبينوا ذكرنا القراءة فيه في ﴿ [النساء،] أَنْ تُصِيبُوا﴾ [سورة الحجرات: ٦] أي: لئلا تصيبوا، ﴿قَوْمًا بِجَهَالَةٍ﴾ [الحجرات: ٦] بحالهم، وما هم عليه من الإسلام، والطاعة، ﴿فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ﴾ [الحجرات: ٦] من إصابتهم بالخطأ، نادمين وذلك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم بالإيقاع بهم حتى نزلت هذه