سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيْسِ» رَوَاه مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ
وقال ابن عباس: كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك.
﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر: ٥٠] قال عطاء، عن ابن عباس: يريد: أن قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر.
وقال الكلبي، عنه: وما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلا كلمح البصر.
ومعنى اللمح: النظر بالعجلة.
﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ﴾ [القمر: ٥١] أشباهكم، ونظراءكم في الكفر من الأمم الماضية، ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: ٥١] متعظ، يعلم أن ذلك حق فيخاف، ويعتبر.
ثم أخبر أن جميع ما فعلته الأمم قبلهم كان مكتوبًا عليهم، فقال: ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ﴾ [القمر: ٥٢] قال مقاتل: مكتوب عليهم في اللوح المحفوظ.
﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ﴾ [القمر: ٥٣] من الخلق، والأعمال، مستطر مكتوب على فاعليه، قبل أن يفعلوه.
قوله: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ [القمر: ٥٤] أراد: أنهارًا، يعني: أنهار الجنة من الماء، والخمر، واللبن، والعسل، فوحد لوفاق الفواصل.
﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ [القمر: ٥٥] في مجلس حسن، ﴿عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر: ٥٥] عند ملك قادر، لا يعجزه شيء، والمعنى: في المكان الذي كرمه لأوليائه.