آخر إلى الحمرة.
﴿كَالدِّهَانِ﴾ [الرحمن: ٣٧] جمع دهن، قال الفراء: شبه تلون السماء بتلون الوردة من الخيل، وشبه الوردة في اختلاف ألوانها، بالدهن واختلاف ألوانه.
وهذا قول الضحاك، ومجاهد، وقتادة، والربيع.
﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ﴾ [الرحمن: ٣٩] يعني: لا يسأل لتعرف ذلك بالمسألة من جهته، لأن الله تعالى قد أحصى الأعمال، وحفظها على العباد، فلا يسألون سؤال استفهام، ولكن يسألون سؤال تقريع وتوبيخ.
﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ [الرحمن: ٤١] قالوا: بسواد الوجوه، وزرقة الأعين، يدل على هذا قوله: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: ١٠٦]، وقوله: ﴿وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا﴾ [طه: ١٠٢]، ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ﴾ [الرحمن: ٤١] تجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي من خلف، ويلقون في النار، روى الحسن، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: «والذي نفسي بيده، لقد خلقت ملائكة جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف عام، فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم، حتى يقبضوا على من قبضوا عليه بالنواصي والأقدام، فيستجير بالله منهم ومن جهنم».
أخبرنا أبو نصر الجوزقي، أنا بشر بن أحمد، نا محمد بن موسى الحلواني، نا الفضل بن زياد، نا مروديه الصايغ، قال: صلى بنا الإمام صلاة الصبح، فقرأ ﴿ [الرحمن ومعنا علي بن الفضيل بن عياض، فلما قرأ الإمام:] يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ [سورة الرحمن: ٤١] الآية، خر عليّ مغشيًا عليه، ففرغنا من الصلاة، فلما كان بعد ذلك قلنا له: يا علي، أما سمعت الإمام يقول: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ [الرحمن: ٧٢].
قال: شغلني عنها: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ﴾ [الرحمن: ٤١].
قوله: هذه جهنم أي: يقال لهم: هذه جهنم التي كنتم تكذبون بها، أي: أنها لا تكون.
ثم أخبر عن حالهم فيها، فقال: ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن: ٤٤] قال الفراء: هو الذي قد انتهى حره.
قال الزجاج: أنى


الصفحة التالية
Icon