الأرض أحد يعرف ما الظواهر.
وقوله: ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾ [الرحمن: ٥٤] الجنى: ما يجتنى من الثمار، قال ابن عباس: تدنو الشجرة حتى يجتنيها ولي الله إن شاء قائمًا، وإن شاء قاعدًا.
وقال قتادة: لا ترد أيديهم عنها بعد ولا شوك.
فيهن يعني: في الفرش التي ذكرها، ويجوز أن يكون في الجنان، لأنها معلومة وإن لم يذكر، قاصرات الطرف قال قتادة: قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهن.
وقال ابن زيد: إنها تقول لزوجها: وعزة ربي ما أرى في الجنة شيئًا أحسن منك، فالحمد الله الذي جعلني زوجك، وجعلك زوجي.
لم يطمثهن قال الفراء: الطمث: الافتضاض، وهو النكاح بالتدمية، يقال: طمث ويطمث وطمثت الجارية إذا افترعتها.
قال المفسرون: لم يطأهن، ولم يغشاهن، ولم يجامعهن.
قال مقاتل: لأنهن خلقن في الجنة، فعلى قوله: هؤلاء من حور الجنة.
وقال الشعبي: هن من نساء الدنيا، لم يمسسن منذ أنشئن خلقًا.
وهو قول الكلبي: لم يجامعهن في هذا الخلق الذي أنشئن فيه إنس ولا جان.
قال الزجاج: في هذه الآية دليل على أن الجني يغشى الإنس.
﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: ٥٨] أراد لهن صفاء الياقوت في بياض المرجان.
﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: ٦٠] أي: ما جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة، قال ابن عباس: هل جزاء من قال لا إله إلا الله، وعمل بما جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلا الجنة.
١١٥٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بِهْرَامٍ، نا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، نا قُتَيْبَةُ، نا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ ﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: ٦٠] قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا يَقُولُ رَبُّكُمْ، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ رَبَّكُمْ، يَقُولُ: هَلْ جَزَاءُ مَنْ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ بِالتَّوْحِيدِ إِلا الْجَنَّةُ.
﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ {٦٢﴾ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٦٣﴾ مُدْهَامَّتَانِ ﴿٦٤﴾ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٦٥﴾ فِيهِمَا