فقلت له: ما يقيمك ههنا.
قال: أنظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة.
وفرش مرفوعة على الأسرة، وهو قول علي رضي الله عنه، قال: فوق السرير.
وجماعة المفسرين، قالوا: بعضها فوق بعض، فهي مرفوعة عالية.
قوله: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ [الواقعة: ٣٥] خلقناهن خلقًا جديدًا، قال ابن عباس: يعني: النساء الآدميات العجز الشمط، يقول: خلقناهن بعد الكبر والهرم في الدنيا خلقًا آخر، وقال الضحاك: أنشأهن الله بعد إذ كن عجزًا.
فجعلناهن أبكارًا عذارى، وقال مقاتل: يعني: الحور العين أنشأهن الله تعالى، لم تقع عليهن ولادة.
ثم نعتهن، فقال: عربًا جمع عروب، وهي المتحببة إلى زوجها، قال المبرد: هي العاشقة لزوجها.
أترابًا أمثالًا، مستويات في السن على سن واحد.
لأصحاب اليمين يريد: أنشأناهن لأصحاب اليمين.
ثم نعتهم، فقال: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ﴾ [الواقعة: ٣٩] من المؤمنين الذين كانوا قبل هذه الأمة.
﴿وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ﴾ [الواقعة: ٤٠] من مؤمني هذه الأمة، وهذا قول عطاء، ومقاتل، وذهب جماعة: أن الثلثين جميعًا من هذه الأمة، وهو قول مجاهد، والضحاك، واختيار الزجاج، قال: جماعة ممن تبع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعاينه، وجماعة ممن آمن به وكان بعده.
وروي مرفوعًا:
١١٦٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ {٣٩﴾ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ﴿٤٠﴾ } [الواقعة: ٣٩-٤٠]، قَالَ: جَمِيعُ الثُّلُثَيْنِ مِنْ أُمَّتِي
ثم ذكر أصحاب الشمال، وذكر منازلهم، فقال: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ {٤١﴾ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴿٤٢﴾ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ﴿٤٣﴾ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ﴿٤٤﴾ إِنَّهُمْ كَانُوا