نفس من يعز عليكم، إذا بلغت الحلقوم! وإذ لم يمكنكم ذلك بوجه، فاعلموا أن الأمر إلى غيركم، وهو الله عز وجل.
ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت، بقوله: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾ } [الواقعة: ٨٨-٩٦].
﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ﴾ [الواقعة: ٨٨] الذي بلغت روحه الحلقوم، ﴿مِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [الواقعة: ٨٨] عند الله.
﴿فَرَوْحٌ﴾ [الواقعة: ٨٩] أي: فله روح، وهو الراحة والاستراحة، وقال مجاهد: الروح: الفرح.
﴿وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٩] يعني: الرزق في الجنة، وقال الحسن، وأبو العالية: يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه.
﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ﴾ [الواقعة: ٩٠] المتوفى، {مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ } [الواقعة: ٩٠-٩١] أي: أنك ترى فيهم ما تحب من السلامة، وقال مقاتل: هو أن الله تعالى يتجاوز عن سيئاتهم، ويقبل حسناتهم.
﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [الواقعة: ٩٢] بالبعث، الضالين عن الهدى.
﴿فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ﴾ [الواقعة: ٩٣] فالذي يعد له حميم جهنم.
وتصلية جحيم وإدخال لنار عظيمة، كما يقال: ويصلى سعيرًا في قراءة من شدد.
١١٦٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْلَدِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، نا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ


الصفحة التالية
Icon