متصافيتين، فغضبت عائشة، ولم تزل بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى حلف ألا يقرب مارية، فأنزل الله هذا ال ﴿ [.
قال سعيد بن جبير: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: جعلت امرأتي علىّ حرامًا.
قال: كذبت، ليست عليك بحرام.
ثم تلا هذه ال::] يَأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ [التحريم: ١] الآية، عليك أغلظ الكفارات عتق رقبة، وقوله: ﴿تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ﴾ [التحريم: ١] أي: تطلب رضاهن بتحريم مارية على نفسك، ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [التحريم: ١] غفر لك ما فعلت من تحريم الجارية على نفسك.
﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [التحريم: ٢] أي: بين وأوجب، ﴿تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ﴾ [التحريم: ٢] تحليلها بالكفارة، وتحلة أصلها: تحللة، على وزن تفعلة فأدغمت، وتفعلة من مصادر التفعيل، كالتوضية والتسمية، قال مقاتل: قد بين الله كفارة إيمانكم في ﴿ [المائدة.
أمر الله نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكفر يمينه، ويراجع وليدته، فأعتق رقبة، قال الزجاج: وليس لأحد أن يحرم ما أحل الله.
] وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ﴾ [سورة التحريم: ٢] وليكم وناصركم، وهو العليم بخلقه، الحكيم فيما فرض من حكمه.
قوله: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا﴾ [التحريم: ٣] قال جماعة المفسرين: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رأى الغيرة، والكراهية في وجه حفصة، أراد أن يترضاها، فأسر إليها بشيئين: تحريم الأمة على نفسه، وتبشيرها بأن الخلافة بعده في أبي بكر وأبيها عمر