صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت: ٣٠] فَقَالَ: " قَدْ قَالَهَا نَاسٌ ثُمَّ كَفَرَ أَكْثَرُهُمْ، فَمَنْ قَالَهَا حَتَّى يَمُوتَ فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَقَامَ عَلَيْهَا.
وذهب كثير من المفسرين إلى: أن الاستقامة على طاعة الله، وأداء فرائضه، ولزوم السنة.
قال الكلبي، عن ابن عباس: استقاموا على ما فرض عليهم.
وروى الزهري، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه تلا هذه الآية، فقال: «استقاموا لله بطاعته، ولم يروغوا روغان الثعالب».
وقوله: ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ﴾ [فصلت: ٣٠] قال ابن عباس: عند الموت.
وقال قتادة، ومقاتل: إذا قاموا من قبورهم.
ألا بأن لا، تخافوا من الموت، ولا تحزنوا على ما خلفتم من أهل وولد، وروى جعفر، عن ثابت، أنه قال: بلغنا أنه إذا انشقت الأرض يوم القيامة، نظر المؤمن إلى حافظيه، قائمين على رأسه، يقولان له: لا تخف اليوم ولا تحزن، وأبشر بالجنة التي كنت توعد، نحن أولياؤك في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أبشر يا ولي الله، إنك سترى اليوم أمرا لم تر مثله، فلا يهولنك، وإنما يراد به غيرك.
قال ثابت: فما عظيمة تغشى الناس يوم القيامة، إلا وهي لكل مؤمن قرة عين لما هداه الله في الدنيا.
وقال مجاهد: لا تخافوا ما تقدمون عليه من أمر الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلفتم من أمر دنياكم، من ولد أو أهل أو دين، فإنه سيخلفكم في ذلك كله.
﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [فصلت: ٣١] هذا من قول الملائكة للمؤمنين، يقولون: نحن الحفظة الذين كنا معكم في الحياة الدنيا، وفي الآخرة يقولون: لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة.
ولكم فيها في الآخرة، ﴿مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ﴾ [فصلت: ٣١] من الكرامات واللذات، ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت: ٣١] تتمنون، كقوله: ﴿وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ﴾ [يس: ٥٧] وقد مر.
نزلا يجوز أن يكون جمع نازل، ويكون المعنى: ولكم فيها ما تدعون ﴿مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ [فصلت: ٣٢] نازلين، ويجوز أن يراد به: القوت الذي