نفسه.
فقتل لعن وعذب، كيف قدر قال صاحب النظم: معناه: لعن على أي حال قدر ما قدر من الكلام، كما يقال في الكلام: لأضربنه كيف صنع، أي: على أي حال كانت منه.
﴿ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ [المدثر: ٢٠] هذا تكرير للتأكيد.
ثم نظر في طلب ما يدفع به القرآن، ويرده به.
﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ [المدثر: ٢٢] كلح وكره وجهه، ونظر بكراهة شديدة، كالمهتم المتفكر في شيء.
ثم أدبر عن الإيمان، واستكبر تكبر حين دعي إليه.
﴿فَقَالَ إِنْ هَذَا﴾ [المدثر: ٢٤] ما هذا القرآن، ﴿إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾ [المدثر: ٢٤] يروى عن السحرة.
أخبرنا أبو عمرو بن عبد العزيز، أنا محمد بن الحسين الحدادي، أنا محمد بن بريد الخالدي، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا محمد بن سواء، نا روح بن القاسم، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، أن الوليد بن المغيرة قال لقريش: إن لي إليكم حاجة فاجتمعوا.
قال: فاجتمعوا في دار الندوة، فقال لهم: إنكم ذوو أحساب وذوو أحلام، وإن العرب يأتونكم من كل قوم، فينطلقون من عندكم على أمر مختلف، فأجمعوا أمركم على شيء واحد، ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا: نقول: إنه شاعر.
فعبس عندها، فقال: قد سمعنا الشعر، فما يشبه قوله للشعر.
فقالوا: نقول: إنه كاهن.
فقال: إذًا يأتونه فلا يجدونه يحدث به الكهنة.
قالوا: نقول: إنه مجنون.
فقال: إذًا يأتونه فلا يجدونه مجنونًا.
فقالوا: نقول: إنه ساحر.
قال: وما الساحر.
قالوا: بشر يحببون بين المتباغضين، ويبغضون بين المتحابين.
قال: فهو ساحر.
فخرجوا، فجعل لا يلقى أحد منهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا قالوا: يا ساحر، يا ساحر.
فاشتد ذلك عليه، فأنزل الله تعالى: ﴿يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] إلى قوله: ﴿إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ {٢٤﴾ إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴿٢٥﴾ } [المدثر: ٢٤-٢٥].
يعني: أنه كلام الإنس، وليس