عليك حتى تحفظه.
﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾ [القيامة: ١٨] قال ابن عباس: فإذا قرأه جبريل.
﴿فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ﴾ [القيامة: ١٨] أي: قراءته، والمعنى: اقرأه إذا فرع جبريل من قراءته، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد هذا إذا نزل عليه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأ كما وعده الله تعالى.
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة: ١٩] أي: علينا أن نحفظه عليك، حتى تبين للناس بتلاوتك إياه، وقراءتك عليهم، وقال الزجاج: علينا أن ننزله قرآنا عربيًا، فيه بيان للناس.
١٢٦١ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أبو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، نا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، نا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، نا عُبَيْدَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ يُعَالِجُ مِنْ ذَلِكَ شِدَّةً كَانَ يَتَلَقَّاهُ وَيُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ كَيْلا يَنْسَى، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ [القيامة: ١٦] يَقُولُ: لِتَعْجَلَ بِأَخْذِهِ
﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ﴾ [القيامة: ١٧] إن علينا أن نجمعه في صدرك، فتقرأه، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ﴾ [القيامة: ١٨] يقول: إذا أنزلناه فاستمع له.
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة: ١٩] أي: نبينه بلسانك.
فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.
رواه البخاري، ومسلم، عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن موسى بن أبي عائشة.
قوله: كلا قال عطاء: لا يؤمن أبو جهل بالقرآن وببيانه.
بل يحبون العاجلة يعني: كفار مكة يحبون الدنيا، ويعملون لها.
ويذرون العمل للآخرة، فيؤثرون الدنيا عليها، وقرئ بالتاء على تقدير: قل لهم يا محمد: بل تحبون وتذرون.
قوله عز وجل: وجوه يومئذ يعني: يوم القيامة، ناضرة ناعمة، غضة، حسنة، يقال: شجر ناضر، وروض ناضر.
يقال: وجهه ينضر، ونضر ينضر، ونضره الله، وأنضره ونضره.
والمفسرون يقولون: مضيئة، مشرقة، مسفرة.
﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٣] قال ابن عباس، في رواية عطاء: يريد إلى الله ناظرة.
وقال في رواية الكلبي: تنظر إلى الله