العذاب، والفاقرة: الداهية العظيمة، والأمر الشديد يكسر فقار الظهر، قال ابن زيد: هي دخول النار.
وقال الكلبي: هي أن تحجب عن رؤية ربها، فلا تنظر إليه.
قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ {٢٦﴾ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴿٢٧﴾ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴿٢٨﴾ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ﴿٢٩﴾ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴿٣٠﴾ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ﴿٣١﴾ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴿٣٢﴾ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ﴿٣٣﴾ } [القيامة: ٢٦-٣٣].
كلا أي: لا يؤمن الكافر بهذا، إذا بغلت النفس، أو الروح، التراقي جمع ترقوة، وهي: عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق، ويكنى ببلوغ النفس التراقي عند الإشراف على الموت.
﴿وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ﴾ [القيامة: ٢٧] طبيب يرقي، ويشفي برقيته، قال قتادة: التمسوا له الأطباء، فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئًا.
﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ﴾ [القيامة: ٢٨] أيقن الذي بلغت روحه تراقيه، أنه الفراق من الدنيا.
﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ [القيامة: ٢٩] قال عطاء: شدة الموت بشدة الآخرة.
وقال المفسرون: تتابعت عليه الشدائد.
وقال الشعبي: هما ساقاه عند الموت.
وقال الحسن: هما ساقاه إذا لفتا في الكفن.
﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ﴾ [القيامة: ٣٠] هو مرجع العباد إلى الله تعالى، يساقون إليه.
قوله: ﴿فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى﴾ [القيامة: ٣١] يعنى: أبا جهل، يقول: لم يصدق بالقرآن، ولا صلى لله.
ولكن كذب بالقرآن، وتولى عن الإيمان: ﴿ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ﴾ [القيامة: ٣٣] رجع إليهم، يتمطى يتبختر، ويختال في مشيه.