الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ} [الفجر: ٩] ثقبوها، وقطعوها، قال ابن عباس: كانوا يجوبون الجبال، فيجعلون منها بيوتًا، كما قال الله عز وجل: ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا﴾ [الشعراء: ١٤٩].
وقوله: بالواد يعني: وادي القرى.
﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ﴾ [الفجر: ١٠] ذكرنا تفسير الأوتاد في سورة ص.
١٣٤٤ - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغَازِيُّ، أنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، نا هُدْبَةُ، نا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ فِرْعَوْنَ أَوْتَدَ لامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ فِي يَدَيْهَا وَفِي رِجْلِهَا.
وَنَحْو هَذَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَتَدَ لامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَى ظَهْرِهَا رَحًا عَظِيمَةً حَتَّى مَاتَتْ.
وقوله: الذين يعني: عادًا، وثمودًا، وفرعون، ﴿طَغَوْا فِي الْبِلادِ﴾ [الفجر: ١١] عملوا فيها بالمعاصي، وتجبروا على أنبياء الله، وهو قوله: ﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾ [الفجر: ١٢] قال الكلبي: يعني: القتل والمعصية.
﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ [الفجر: ١٣] يعني: ما عذبوا به، وأجاد الزجاج في تفسيره هذه الآية، فقال: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب.
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤] قال الكلبي: يقول عليه طريق العباد، لا يفوته أحد.
والمعنى: لا يفوته شيء من أعمال العباد، كما لا يفوت من بالمرصاد، وهذا معنى قول الحسن، وعكرمة: يرصد أعمال بني آدم.
والمرصاد والمرصد الطريق، ذكرنا ذلك عند قوله: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا﴾ [النبأ: ٢١] وروى مقسم، عن ابن عباس في هذه الآية، قال: إن على جسر جهنم سبع محابس، يسئل العبد عند باب أولها عن شهادة أن لا إله إلا الله، فإن جاء بها تامة جاز إلى الثاني، فيسئل عن الصلاة، فإن جاء بها تامة جاز إلى الثالث، فيسئل عن الزكاة، فإن جاء بها تامة جاز إلى الرابع، فيسئل عن الصوم، فإن جاء به تامًا جاز إلى الخامس، فيسئل عن الحج، فإن جاء به تامًا جاز إلى السادس، فيسئل عن العمرة، فإن جاء بها تامة