فيذهب بضوئها، فتغيب وتظلم الآفاق.
﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: ٥] قال عطاء: يريد والذي بناها.
قال الكلبي: ومن بناها.
وقال الفراء، والزجاج: ما بمعنى المصدر بتقدير: وبنائها.
﴿وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦] في: ما وجهان كما ذكرنا، والمعنى: وسعها، وبسطها على الماء.
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ [الشمس: ٧] خلقها، وسوى أعضاءها.
وقال عطاء: يريد جميع ما خلق من الإنس والجن.
﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] قال ابن عباس في راوية علي بن أبي طلحة: بين لها الخير والشر.
وقال في رواية عطية: علمها الطاعة والمعصية.
وقال في رواية أبي صالح: عرفها ما تأتي وما تتقي.
وقال سعيد بن جبير: ألزمها فجورها وتقواها.
وقال ابن زيد: جعل فيها ذلك بتوفيقه إياها للتقوى، وخذلانه إياها للفجور.
واختار الزجاج هذا القول، وحمل الإلهام على التوفيق والخذلان، وهذا هو الوجه لتفسير الإلهام، لأن التبيين، والتعليم، والتعريف دون الإلهام يوقع في قلبه، ويجعل فيه، فإذا أوقع الله في قلب عبده شيئًا، فقد ألزمه ذلك الشيء، كما ذكره سعيد بن جبير، وهذا صريح في أن الله تعالى خلق في المؤمن تقواه، وفي الكافر فجوره.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد التميمي، أنا عبد الله بن محمد الحافظ، نا جعفر بن أحمد بن سنان، نا بندار، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا حماد بن سلمة، عن حنظلة بن أبي حمزة، عن سعيد بن جبير: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس: ٨] قال: ألزمها.
يروى هذا مرفوعًا إلى ابن عباس.
١٣٥٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ،