فلما أن جن الليل، سمعت هاتفًا يهتف من الهواء:
ألا يأيها المرء... الذي الهم به برح
وقد أنشد بيتًا لم... يزل في فكره يسنح
إذا اشتد بك العسر... ففكر في ألم نشرح
فعسر بين يسرين... إذا أبصرته فافرح
قال: فحفظت الأبيات، وفرج الله غمي.
أنشدنا أبو إسحاق، رحمه الله، قال: أنشدنا الحسن بن محمد بن الحسن، قال: أنشدنا أحمد بن محمد بن إسحاق الجيرنجي، قال: أنشدنا إسحاق بن بهلول القاضي:
فلا تيأس وإن أعسرت يومًا... فقد أيسرت في دهر طويل
ولا تظنن بربك ظن سوء... فإن الله أولى بالجميل
فإن العسر يتبعه يسار... وقول الله أصدق كل قيل
وأنشدنا أبو إسحاق، قال: أنشدني الحسن، قال: أنشدني محمد بن سليمان بن معاذ الكرخي، قال: أنشدنا أبو بكر ابن الأنباري:
إذا بلغ العسر مجهوده... فثق عند ذلك بيسر سريع
ألم تر نحس الشتاء الفظيع... يتلوه سعد الربيع البديع
وأنشدنا أبو إسحاق، قال: أنشدنا الحسن، قال: أنشدني عيسى بن زيد العقيلي، قال: أنشدني سليمان بن أحمد الرقي:
توقع إذا ما غرتك الخطوب... سرورًا يشردها عنك قسرًا
فما الله يخلف ميعاده... وقد قال إن مع العسر يسرا
قوله:} فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ { [الشرح: ٧] أي: فاتعب، يقال: نصب ينصب نصبًا.
قال قتادة، والضحاك، ومقاتل، والكلبي: إذا فرغت من الصلاة المكتوبة، فانصب إلى ربك في الدعاء، وارغب إليه في