مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَنَزَلَتْ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] إِلَى آخِرِهَا
ومن حديث أبيّ بن كعب: «ومن قرأ ﴿ [قل هو الله أحد، فكأنما قرأ ثلث القرآن، وأعطي من الآجر عشر حسنات، بعدد من آمن بالله، وملائكته، ورسله، واليوم الآخر، ومثل أجر مائة شهيد».
بسم الله الرحمن الرحيم] قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {١﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾ } [سورة الإخلاص: ١-٤].
﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] قال الزجاج: هو كناية عن ذكر الله عز وجل والمعنى الذي سألتم، تبين نسبته ﴿هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١].
قال ابن عباس: الواحد الذي ليس كمثله شيء.
وقال مقاتل: أحد لا شريك له.
﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: ٢] قال ابن عباس، في رواية عطاء: لما نزل ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: ٢] قالوا: وما الصمد؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السيد الذي يصمد إليه في الحوائج».
ويقال: صمدت.
أي: قصدت، وقال الزجاج: ﴿الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: ٢] : السيد الذي انتهى إليه السؤدد.
ومعنى هذا: أن السؤدد قد انتهى إليه، فلا سيد فوقه.
لم يلد كما ولدت مريم، ولم يولد كما ولد عيسى، وقال مقاتل: إن مشركي العرب، قالوا: الملائكة بنات الله.
وقالت اليهود: عزير ابن الله.
وقالت النصارى: المسيح ابن الله.
فأكذبهم الله تعالى، فقال: لم يلد يقول: لم يكن له ولد، ولم يولد من أحد كما ولد عيسى، وعزير، ومريم.
﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ٤] لم يكن لا له أحد مثلًا له، والكفو: المثل المكافئ.


الصفحة التالية
Icon