وقال ابن عباس في رواية عطاء: إن كان للرحمن ولد كما تزعمون، فأنا أول من غضب للرحمن أن يقال: له ولد.
وعلى هذا القول العابد من العبد بمعنى الغضب، قال الفراء: عبد عليه، أي: غضب.
وروي أن سفيان بن عيينة سئل عن هذه الآية، فقال: يقول: فكما أني لست أول من عبد الله، فكذلك ليس لله ولد.
وهذا كما تقول: إن كنت كاتبا فأنا حاسب، تريد: لست أنت كاتبا ولا أنا حاسب.
ثم نزه نفسه، فقال: ﴿سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الزخرف: ٨٢] قال مقاتل: عما يقولون من الكذب.
فذرهم يعني: كفار مكة، حين كذبوا بالعذاب في الآخرة، يخوضوا في باطلهم، ويلعبوا في دنياهم، حتى يلاقوا يوم القيامة.
﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ {٨٤﴾ وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٨٥﴾ وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴿٨٧﴾ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨﴾ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾ } [الزخرف: ٨٤-٨٩].
﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ﴾ [الزخرف: ٨٤] قال قتادة: يعبد في السماء، وفي الأرض، وهو إله واحد لا إله إلا الله.
وقال أبو علي الفارسي: المعنى عن الإخبار بإلهيته، لا عن الكون في السماء، أي: أنه تبارك اسمه يقصد بالعبادة في السماء والأرض.
وهو الحكيم في ملكه، العليم بخلقه.
ذكر أنه لا شفاعة لمعبوديهم عند الله، فقال: {وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ


الصفحة التالية
Icon