النون ولم يبينوها. وقالوا ﴿يس وَالْقُرْآنِ﴾ فلم يبينوا ايضاً. وليست * هذه النون ها هنا بمنزلة قول ﴿كهيعص﴾ و ﴿طس تِلْكَ﴾ و ﴿حم عسق﴾ [فـ] هذه النونات لا تبين في القراءة في قراءة أحد، لان النون قريبة من الصاد، لأن الصاد والنون من مخرج طرف اللسان. وكذلك التاء والسين في ﴿طس تِلْكَ﴾ وفي ﴿حم عسق﴾، فلذلك لم تبين النون اذ قربن منها. وتبينت النون في ﴿يس﴾ و ﴿نون﴾ لبعد النون من الواو لان النون بطرف اللسان والواو بالشفتين.
﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾
قال ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ وقال ﴿فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ فنصبهما بغير تنوين. وذلك ان كل اسم منكور نفيته بـ"لا" وجعلت "لا" الى جنب الاسم فهو مفتوح بغير تنوين، لان "لا" مشبهة بالفعل، كما شبهت "إنْ" و "ما" بالفعل. و (فيه) في موضع خبرها وخبرها رفع، وهو بمنزلة الفاعل، وصار المنصوب بمنزلة المفعول به، و (لا) بمنزلة الفعل. وانما حذفت التنوين منه لانك جعلته و "لا" اسما واحدا، وكل شيئين