يريد: لأَظْفَرَ بطائرٍ. فالقى الباء ومثله ﴿أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ﴾ يريد: عن امر ربكم.
﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
وقال ﴿اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً﴾ لأنه من "الذَأمِ" تقول: "ذَأَمْتُه" فـ"هُوَ مَذْؤُومٌ" والوجه الآخَر من "الذَمِّ": "ذَمَمْتُه" فـ"هو مَذْمُومٌ" تقول: "ذَأَمْتُهُ" و"ذَمَمْتُه" و"ذِمْتُه" كله في معنى واحد ومصدر: "ذِمْتُهُ" "الذَّيْم".
وقال ﴿وَلَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ﴾ فاللام الأولى للابتداء والثانية للقسم.
﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَاذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾
وقال ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾ والمعنى: فوسوس اليهما الشيطان. ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل، ومنهم من تقول: "غَرِضْتُ" في معنى: اشتقت اليه. وتفسيرها [١١٦ ء] : غَرِضْتُ مِنْ هؤلاءِ إِلَيْهِ.
وقال ﴿إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ﴾ يقول: ﴿ما نَهاكُما إلاّ﴾ كَراهَة ﴿أَن تَكُونَا﴾ كما تقول: "إِيَاكَ أَنْ تَفْعَلَ" أي: كَراهَة أَنْ تَفْعَلَ.