و ﴿أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ وقال في موضع آخر ﴿أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ﴾ و ﴿أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً﴾ فهذه "أَنّ" الثقيلة خُفِّفَتْ وأُضْمِرَ فيها [و] ولا يستقيم أن تجعلها الخفيفة [١١٧ ء] لأن بعدها اسما. والخفيفة لا يليها الأسماء. وقال الشاعر: [من البسيط وهو الشاهد السادس بعد المئتين] :
فِيَ فِتْيَةٍ كَسُيوفِ الهِنْدِ قَدْ عَلِمُوا * أنْ هالِكٌ كُلُّ مَنْ يَخْفى وَينْتَعِل
وقال الشاعر: [من الوافر وهو الشاهد السابع بعد المئتين] :
أُكاشِرُهُ وَاَعْلَمُ أَنْ كِلانا * عَلَى ما سَاءَ صاحِبَهُ حَريصُ
فمعناه: أَنْهُ كِلانا. وتكون ﴿أَن قَدْ وَجَدْنَا﴾ في معنى: "أي".
﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾
وقوله ﴿أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَآءِ﴾ تكون "أيْ أَفِيضوا" وتكون على "أنْ" التي تعمل في الأفعال لأنك تقول: "غَاظَني أَنْ قامَ" و"غَاظَنِي أَنْ ذَهَب" فتقع على الأفعال وان كانت لا تعمل فيها وفي كتاب الله ﴿وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ﴾ معناها: أي امْشُوا.


الصفحة التالية
Icon