وسوادها، والكسائي من أهل العراق، وابن كثير (١) من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة، كلهم ممن اشتهرت أمانته وطال عمره في الإقراء، وارتحل الناس إليه من البلدان، ولم يترك الناس مع هذا نقل ما كان عليه أئمة هؤلاء من الاختلاف ولا القراءة بذلك".
"وأول من اقتصر على هؤلاء السبعة أبو بكر بن مجاهد، قبل سنة ثلاثمائة أو في نحوها وتابعه على ذلك من أتى بعده إلى الآن، ولم تترك القراءة برواية غيرهم واختيار من أتى بعدهم إلى الآن".
"فهذه قراءة يعقوب الحضرمي غير متروكة، وكذلك قراءة عاصم الجحدري (٢) وقراءة أبي جعفر وشيبة (٣) إمامي نافع، وكذلك اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، واختيار المفضل (٤)، واختيارات لغير هؤلاء الناس على القراءة كذلك في كل الأمصار من المشرق".
"وهؤلاء الذين اختاروا إنما قرءوا للجماعة بروايات، فاختار كل واحد

(١) هو عبد الله بن كثير الداري، أبو معبد المكي، مولى عمرو بن علقمة، تابعي، أحد القراء السبعة، عالم بالعربية، لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك، توفي سنة ١٢٠هـ "وفيات الأعيان ١/ ٣١٤، غاية النهاية ١/ ٤٤٣، سراج القارئ ص٩.
(٢) هو عاصم بن أبي الصباح العجاج الجحدري، أبو المجشر البصري، توفي سنة ١٢٨هـ على خلاف "الطبقات الكبرى ٧/ ٢٣٥، ميزان الاعتدال ٢/ ٤، غاية النهاية ١/ ٣٤٩".
(٣) هو شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المخزومي المدني، من قراء التابعين وثقات رجال الحديث، توفي سنة ١٣٠هـ "غاية النهاية ١/ ٣٢٩، تهذيب التهذيب ٤/ ٣٧٧".
(٤) هو المفضل بن محمد بن يعلى الضبي، أبو محمد الكوفي، مقرئ، نحوي، من أكابر علماء الكوفة، له تصانيف، توفي سنة ١٦٨هـ "تاريخ بغداد ١٣/ ١٢١، معجم الأدباء ٧/ ١٧١، غاية النهاية ٢/ ٣٠٧، لسان الميزان ٦/ ٨١، بغية الوعاة ص٣٩٦".


الصفحة التالية
Icon