إلى تصنيف قراءة هؤلاء السبعة" (١).
"وقد أضاف قوم بعد ابن مجاهد إلى هؤلاء السبعة يعقوب الحضرمي، وكان فاعل ذلك نسب ابن مجاهد إلى التقصير في اقتصاره على السبعة، ولم يكن عالمًا بغرض ابن مجاهد، وقراءة يعقوب خارجة عن غرضه لنزول الإسناد؛ لأنه قرأ على سلام بن سليمان (٢) وقرأ سليمان على عاصم، ولما فيها (٣) من الخروج عن قراءة العامة، وكذلك من صنف العشرة" (٤).
قلت: ووقع في "كتاب البيان" لأبي طاهر بن أبي هاشم كلام لأبي جعفر الطبري، ظن منه أنه طعن على قراءة ابن عامر، وإنما حاصله أنه استبعد قراءته على عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما جاء في بعض الروايات عنه على ما نقلناه في "الكتاب الكبير من إبراز المعاني"، وذلك غير ضائر.
فهب أنه لم يصح أنه قرأ على عثمان، فقد قرأ على غيره من الصحابة، وكان يقول: هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها.
قال أبو جعفر: [٦٣ و].
"ولعله أراد أنه أخذ ذلك عن جماعة من قرائها، فقد كان أدرك منهم من الصحابة وقدماء السلف خلقا كثيرا".
ثم قال أبو طاهر:
"وأحسن الوجوه عندي أن يقال: إن قراءة ابن عامر قراءة اتفق عليها
(٢) هو سلام بن سليمان الطويل، أبو المنذر المزني مولاهم البصري ثم الكوفي، ثقة، مقرئ كبير، توفي سنة ١٧١هـ "غاية النهاية ١/ ٣٠٩".
(٣) أي: في قراءة يعقوب.
(٤) جمال القراء ص١١٣و.