روى عن كل أحد أو روى كل ما سمع".
"وقال خلاد بن يزيد الباهلي (١) : قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة (٢) : إن نافعا (٣) حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تَلِقونه" (٤) وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قُرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جبري عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ماذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة".
"وقال [٧١ ظ] هارون (٥) : ذكرت ذلك لأبي عمرو -يعني القراءة
(٢) هو يحيى بن عبد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي، توفي سنة ١٧٣هـ "ميزان الاعتدال ٣/ ٢٩٤، تهذيب التهذيب ١١/ ٢٤٢".
(٣) هو نافع بن عمر بن عبد الله القرشي الجمحي المكي، الحافظ، توفي سنة ١٦٩هـ "تذكرة الحفاظ ١/ ٢١٣، تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٠٩".
(٤) بكسر اللام وضم القاف كما ذكره الطبري في تفسيره، والتي في قراءة القراء المشهورين ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَه﴾ بفتح اللام والقاف مشددة "النور: ١٥"، وقال الطبري في تفسيره ١٨/ ٩٨ بعد ذكر هذه الرواية: "والقراءة التي لا أستجيز غير إذ تلقونه"، على ما ذكرت من قراءة الأمصار لإجماع الحجة من القراء عليها".
(٥) هو هارون بن موسى الأعور الأزدي العتكي بالولاء، أبو عبد الله البصري، قال ابن الجزري في وفاته: "مات هارون فيما أحسب قبل المائتين" "غاية النهاية ٢/ ٣٤٨، تهذيب التهذيب ١١/ ١٤".