وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك".
"وأما تبديل "أتينا" بأعطينا و"سولت" بزينت ونحوه، فليس هذا من الشواذ، وهو أشد تحريما، والتأديب عليه أبلغ، والمنع منه أوجب".
"وأما القراءة بالقراءات المختلفة في آي العشر الواحد فالأولى أن لا يفعل، نعم، إن قرأ بقراءتين في موضع إحداهما مبنية على الأخرى، مثل أن يقرأ "نغفر لكم" بالنون و"خطيئاتكم" بالرفع (١)، ومثل "إن تضل إحديهما" بالكسر (٢) "فتذكر إحديهما" بالنصب (٣)، فهذا أيضا [٧٣ ظ] ممتنع، وحكم المنع كما تقدم، والله أعلم".
قلت: المنع من هذا ظاهر، وأما ما ليس كذلك فلا منع منه، فإن الجميع جائز، والتخيير في هذا، وأكثر منه كان حاصلا بما ثبت من إنزال القرآن على سبعة أحرف توسعة على القراء، فلا ينبغي أن يضيق بالمنع من هذا ولا ضرر فيه، نعم، أكره ترداد الآية بقراءات مختلفة كما يفعله أهل زماننا في جميع القراءات لما فيه من الابتداع، ولم يرد في شيء عن المتقدمين. وقد بلغني كراهته عن بعض متصدري المغاربة المتأخرين، والله أعلم.
(٢) بكسر الهمزة على قراءة حمزة.
(٣) بنصب الراء على قراءة الباقين من غير حمزة. إن الصواب أن يقرأ "إن تضل" بكسر الهمزة و"فتذكر" برفع الراء على قراءة حمزة، أو "أن تضل" بفتح الهمزة و"فتذكر" "البقرة: ٢٨٢" بفتح الراء كما قرأ الباقون "انظر: التيسير ص٨٥، والنشر ٢/ ٢٣٦".