وخلف ظهر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن أم مكتوم الأعمى (١) فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَر﴾ (٢).
وفيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود الخير من الريح المرسلة (٣) [١٢ و].
وفيه عن عائشة (٤) رضي الله عنها عن فاطمة (٥) رضي الله عنها: أسر إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي (٦).
وفيه عن أبي هريرة (٧) رضي الله عنه قال: كان يعرض على النبي صلى

(١) هو عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم، ابن أم مكتوم القرشي، يقال: اسمه عبد الله، كان ضرير البصر، وكان يؤذن مع بلال، توفي بالمدينة قبيل وفاة عمر بن الخطاب "الطبقات الكبرى ٤/ ٢٠٥، الإصابة ٢/ ٥٢٣".
(٢) البخاري ٥/ ١٨٣، وانظر: سنن أبي داود ٣/ ١٧، والترمذي ١١/ ١٦٠.
(٣) البخاري ٦/ ١٠٢، ورواه مسلم في صحيحه ٧/ ٧٣ أيضا.
(٤) هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، أم المؤمنين، أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والأدب، من المكثرين، وكان أعلام الصحابة يسألونها عن الدين، توفيت سنة ٥٨هـ "الطبقات الكبرى ٨/ ٥٨، الإصابة ٤/ ٣٥٩".
(٥) هي فاطمة الزهراء بنت محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أم الحسن والحسين، عاشت بعد أبيها عليه السلام ستة أشهر وتوفيت سنة ١١هـ "الطبقات الكبرى ٨/ ١٩، الإصابة ٤/ ٣٧٧"
(٦) البخاري ٦/ ١٠١.
(٧) هو أبو هريرة الدوسي اليماني، الفقيه، صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واختلفوا في اسمه واسم أبيه، فقيل: عبد الرحمن بن صخر، وقيل: ابن عامر بن شمس، وقيل غيرهما، توفي سنة ٥٩هـ على خلاف "صفة الصفوة ١/ ٢٨٥، تذكرة الحفاظ ١/ ٣١، الإصابة ٤/ ٢٠٢".


الصفحة التالية
Icon