الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (١).
وفي كتاب أبي عبيد: أنه وجد خاتمه "براءة" مع خزيمة بن ثابت وآية "الأحزاب" مع خزيمة أو أبي خزيمة، وزاد: فلما كان مروان (٢) أمير المدينة أرسل إلى حفصة أم المؤمنين يسألها الصحف ليمزقها وخشي أن يخالف الكتاب بعضه بعضا فمنعته إياها.
قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد الله (٣) أنه لما توفيت حفصة، رحمة الله عليها، أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر ساعة رجعوا من جنازة حفصة بعزيمة ليرسلن بها، فأرسل بها ابن عمر إلى مروان فمزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف ما نسخ عثمان رحمة الله عليه (٤)، قال أبو عبيد: لم نسمع في شيء من الحديث أن مروان مزق الصحف، إلا في [١٧ ظ] هذا الحديث (٥).

(١) انظر: الإبانة ص٢٥، وفي حاشية ل: "قلت: ويؤكد الرد على مكي قول زيد: كنت أسمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ بها".
(٢) هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي، أبو عبد الملك، توفي سنة ٦٥هـ "الإصابة ٣/ ٤٧٧، تهذيب التهذيب ١٠/ ٩١".
(٣) هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عمر المدني، من سادات التابعين، توفي سنة ١٠٦هـ "وفيات الأعيان ١/ ٢٤٧، تهذيب التهذيب ٣/ ٤٣٦".
(٤) انظر كتاب المصاحف ص٩، ١٠.
(٥) يأتي هذا الحديث في ص٥٧ من رواية ابن أبي داود.


الصفحة التالية
Icon