وعن علقمة (١) عن عبد الله قال: لقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن، ولقد كنت أعلم أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه، فيخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية -وفي رواية: بحرف- منه جحد به كله (٢).
وفي [٣٢و] كتاب "المستدرك" عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "سورة حم" (٣) ورحت إلى المسجد عشية، فجلس إلي رهط، فقلت لرجل من الرهط: اقرأ علي، فإذا هو يقرأ حروفا لا أقرؤها، فقلت له: من أقرأكها؟ قال: أقرأني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانطلقنا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا عنده رجل فقلت: اختلفنا

(١) هو علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة النخعي، أبو شبل الكوفي، تابعي، فقيه، ولد في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، توفي سنة ٦٢هـ "تاريخ بغداد ١٢/ ٢٩٦؛ تذكرة الحفاظ ١/ ٤٥؛ غاية النهاية ١/ ٥١٦؛ تهذيب التهذيب ٧/ ٢٧٦".
(٢) تفسير الطبري ١/ ٢٨؛ ورواه البيهقي في شعب الإيمان ١/ ٣٧٣ ظ. قال أحمد محمد شاكر في تعليقات تفسير الطبري: "إسناده ضعيف جدا غاية في الضعف لعلتين: أولاهما: الضعفاء ٢٣: منكر الحديث لم يرضه أحد... وثانيهما: أن زبيد بن الحارث اليامي لم يدرك علقمة ولم يرو عنه، إنما يروي عن الطبقة الراوية عن علقمة، فروايته عنه هنا منقطعة، إن صح الإسناد فيها ولم يصح قط..".
(٣) لعله يشير إلى سورة فصلت.


الصفحة التالية
Icon