القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن (١).
قال أبو عبيد: والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وهذه القبائل هي التي يقال لها: عليا هوازن، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء (٢) : أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم. فهذه عليا هوازن، وأما سفلى تميم فبنو دارم، فهذه سبع قبائل.
قلت: والكعبان كعب بن لؤي من قريش، وكعب بن عمرو من خزاعة.
وقال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي (٣) : معنى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْف﴾ (٤) أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.
قال أبو علي الأهوازي (٥) : سمعت أبا عبد الله محمد بن المعلى

(١) هذه الرواية تأتي للمؤلف في ص١٠٢، ١٣٠.
(٢) هو زبان بن العلاء بن عمار بن عريان بن عبد الله التميمي المازني، أبو عمرو البصري، أحد القراء السبعة، قرأ على الحسن البصري وسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم، توفي سنة ١٥٤هـ "مراتب النحويين ص١٣، معجم الأدباء ٤/ ٢١٦، وفيات الأعيان ١/ ٤٨٨، غاية النهاية ١/ ٢٨٨، بغية الوعاة ص٣٦٧".
(٣) هو محمد بن سعدان، أبو جعفر الكوفي الضرير، مقرئ، نحوي، صنف كتبًا في القراءات والنحو وغيرهما، توفي سنة ٢٣١هـ "إنباه الرواة ٣/ ١٤٠، تاريخ بغداد ٥/ ٣٢٤، غاية النهاية ٢/ ١٤٣".
(٤) الحج: ١١.
(٥) هو الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد، أبو علي الأهوازي، مقرئ الشام في عصره له تصانيف، لم يعد ثقة في الحديث، توفي سنة ٤٤٦هـ "ميزان الاعتدال ١/ ٢٣٧، غاية النهاية ١/ ٢٢٠، لسان الميزان ٢/ ٢٣٧".


الصفحة التالية
Icon