ذلك ثلاث مرات، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم أسائل أنت أم بائع فنزل
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ واختار الحسن أن المراد من السائل من يسأل العلم،
وروى الزمخشري أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا رددت السائل ثلاثا فلم يرجع فلا عليك أن تزبره»
«١»
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١) قال مجاهد: تلك النعمة هي القرآن فالتحديث به أن يقرأه ويقرئ غيره، وروي عنه أيضا أن تلك النعمة هي النبوة أي بلّغ ما أنزل إليك من ربك،
وروي عن الحسين بن علي رضي الله عنهما أنه قال: إذا عملت خيرا فحدث به إخوانك ليقتدوا بك إلا أن هذا إنما يحسن إذا لم يتضمن رياء، وظن أن غيره يقتدي به،
وروي أن شخصا كان جالسا عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فرآه رث الثياب فقال صلّى الله عليه وسلّم: «ألك مال» قال:
نعم، فقال له صلّى الله عليه وسلّم: «إذا آتاك الله مالا فلير أثره عليك»
وروي أنه صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده»
«٢».

(١) رواه مسلم في الإيمان ١٤٧، وأحمد في (م ٤/ ص ١٣٣)، والحاكم في المستدرك (١:
٢٦)، والطبراني في المعجم الكبير (٨: ٢٤)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٢: ٢١٣)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥١٠٨)، والبغوي في شرح السنة (١٣: ١٦٥)، وابن حجر في المطالب العالية (٢١٧٠)، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٦: ٤٩٨)، والمتقي الهندي في كنز العمال (١٧١٦٥)، والسيوطي في مجمع الجوامع (٤٧٧٧)، والقرطبي في التفسير (١: ٦٩٦)، والألباني في السلسلة الصحيحة (١: ٢١١)، والسيوطي في الدر المنثور (٣: ٧٩)، والعراقي في المغني عن محل الأسفار (٤: ٢٩٠)، والشجري في الأمالي (٢: ٢١٧)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣: ٥٦٧).
(٢) رواه أبو داود في السنن (٨٨٧).


الصفحة التالية
Icon