﴿١٢ - ١٤﴾ ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا * يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلا﴾
أي: إن عندنا ﴿أَنْكَالا﴾ أي: عذابا شديدا، جعلناه تنكيلا للذي لا يزال مستمرا على الذنوب. (١) ﴿وَجَحِيمًا﴾ أي: نارا حامية ﴿وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ﴾ وذلك لمرارته وبشاعته، وكراهة طعمه وريحه الخبيث المنتن، ﴿وَعَذَابًا أَلِيمًا﴾ أي: موجعا مفظعا، وذلك ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالْجِبَالُ﴾ من الهول العظيم، ﴿وَكَانَتِ الْجِبَالُ﴾ الراسيات الصم الصلاب ﴿كَثِيبًا مَهِيلا﴾ أي: بمنزلة الرمل المنهال المنتثر، ثم إنها تبس بعد ذلك، فتكون كالهباء المنثور.

(١) في ب: على ما يغضب الله.

﴿١٥ - ١٦﴾ ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا﴾.
يقول تعالى: احمدوا ربكم على إرسال هذا النبي الأمي العربي البشير النذير، الشاهد على الأمة بأعمالهم، واشكروه وقوموا بهذه النعمة الجليلة، وإياكم أن تكفروها، فتعصوا رسولكم، فتكونوا كفرعون حين أرسل الله إليه موسى بن عمران، فدعاه إلى الله، وأمره بالتوحيد، فلم يصدقه، بل عصاه، -[٨٩٤]- فأخذه الله أخذا وبيلا أي: شديدا بليغا.


الصفحة التالية
Icon