أبى إسحاق عن فلان العبدى -قال ابن جرير: ذهب عنى اسمه- عن سليمان بن صرد، عن أبى بن كعب، قال: رحت إلى المسجد فسمعت رجلا يقرأ، فقلت: من أقرأك؟ قال: رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانطلقت به إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت: استقرئ هذا، قال: فقرأ، فقال: "أحسنت". قال١: [قلت: إنك اقرأتنى كذا وكذا، فقال: "وأنت قد أحسنت". "قال: قلت"٢ قد أحسنت! قد أحسنت! قال] ١: فضرب بيده على صدرى ثم قال: "اللهم أذهب عن أُبَيّ الشك". قال: ففضت عرقا، وامتلأ جوفى فرقًا، قال: ثم قال: "إن الملكين أتياني، فقال أحدهما: اقرأ القرآن على حرف، وقال الآخر: زده"، قال: "قلت: "زدنى"، فقال: اقرأه على حرفين، حتى بلغ سبعة أحرف، اقرأه على سبعة أحرف".
وقد رواه أبو عبيد عن حجَّاج، عن إسرائيل، عن أبى اسحاق،

= الصاد المهملة، ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم فيه قدحًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" "٤/ ٣٨٥"". أ. هـ.
قلت: وما ذكره ابن حجر لا يخرجه عما قاله الحسيني كما لا يخفى، فأما ابن حبان فخطته معروفة، وأما تبييض البخاري وابن أبي حاتم للراوي فليس أمارة توثيق؛ لأن البخاري قد يبيض للراوي، ويضعفه في "ضعفائه"؛ وأما ابن أبي حاتم فقد صرَّح في مطلع "كتابه" أنه يبيض للراوي إذا لم يعلم فيه شيئًا. والله الموفق.
وهذا الوجه أيضًا من وجوه الاختلاف على أبي إسحاق في إسناده، ولعله منه فقد كان حفظه تغير، ونازع الذهبي في اختلاطه، ولعل هذا الوجه هو أشبه الوجوه كلها لمكان إسرائيل بن يونس من جده، وملازمته إياه. والله أعلم.
١ ساقط من "أ" وفي "ط": "فقلت".
٢ ساقط من "جـ".


الصفحة التالية
Icon