وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة.
"حديث آخر عن أبى جُهَيْمٍ":
قال أبو عبيد١: ثنا إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، عن

١ في "فضائل القرآن" "ص٢٠٢".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "٤/ ١/ ٢٦٢"، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" "٤٩٠/ ١- زوائده"، والبيهقي في "الشعب" "٢٠٦٩"، والبغوي في "شرح السنة" "٤/ ٥٠٥-٥٠٦" من طريق إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، عن مسلم بن سعيد، عن أبي جهيم، فذكره.
ورواه عن إسماعيل بن جعفر، هكذا: "علي بن حجر، وعاصم بن علي، وأبو عبيد"، وخالفهم خالد بن القاسم المدائني فرواه عن إسماعيل بن جعفر، أنبأ يزيد بن خصيفة، عن بُسر بن سعيد مولى الحضرميين، عن أبي جُهَيْم الأنصاري، فذكره. فجعل شيخ يزيد هو "بسرًا" لا "مسلمًا".
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" "٤٩٠/ ١"، لكن خالد بن القاسم كذَّبه إسحاق بن راهويه. وقال يعقوب بن شيبة: "تركه الناس أجمع، وكان علي بن المديني حسن الرأي فيه"، وقد خولف فيه إسماعيل بن جعفر في إسناده على الوجه الأول.
خالفه سليمان بن بلال، فرواه يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي جهيم به.
أخرجه أحمد "٤/ ١٦٩-١٧٠"، والطبري "٤١"، وابن عبد البر في "التمهيد" "٨/ ٢٨٢"، والطحاوي في "المشكل" "٤/ ١٨٣".
ولعل هذا الاختلاف من يزيد بن خصيفة، فهو وإن كان ثقة إلّا أن أحمد قال في رواية: "منكر الحديث"، وقد خولف فيه كما يأتي، وزعم المعلق على "تهذيب الكمال" "٣٢/ ١٧٣" أن هذا لم يثبت عن أحمد، ولم يُبْدِ حجة سوى قوله: "فيما أرى"! وبأن أحمد قال: "لا أعلم إلا خيرًا"، وهذا القول لا يمنع أن يكون لأحمد فيه قول آخر، والله أعلم. وقد رجَّح المصنِّف رواية سليمان بن بلال وصحَّحَ الإسناد لذلك.


الصفحة التالية
Icon