الكلمات عن لفظها على لغته ولفظه.
فقد قال الإمام أبو١ عبيد: حدثنى هشام بن إسماعيل الدمشقى، عن محمد بن شعيب، عن الأوزاعى، أن رجلا صحبهم فى سفر، قال: فحدَّثَنا حديثا، ما أعلمه إلا رفعه إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إن العبد إذا قرأ، فحرَّف أو أَخطَأَ؛ كتبه الملك كما أنزل".
وحدَّثَنَا حفص بن أبى غياث، عن الشيبانى، عن بكير بن الأخنس قال: كان يقال: إذا قرأ الأعجمي والذي لا يقيم القرآن؛ كتبه الملك كما أنزل.
وقال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع، فإن "كان"٢ الخشوع أكثر عند أكثر؛ فهل أفضل، فإن استويا، فالقراءة نظرًا أولى؛ لأنها أثبت، وتمتاز بالنظر إلى المصحف.
قال الشيخ أبو زكريا النواوى -رحمه الله- فى التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.

١ أخرجه أبو عبيد "ص٤٧"، وسنده ضعيف، لإعضاله.
وعزاه السيوطي في "الجامع" للديلمي في "مسند الفردوس" عن ابن عباس، فقال المناوي في "فيض القدير" "١/ ٤١٦": "فيه هشيم بن بشير، قال الذهبي: حافظ حجة مدلس عن أبي بشر مجهول". أ. هـ. كذا قال! وأبو بشر هذا هو جعفر بن إياس، وهو ثقة، فإن كان رواه عن مجاهد عن ابن عباس؛ ففي روايته عن مجاهد ضعف، وإن كان يرويه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس؛ فسنده قوي. والله أعلم.
٢ ساقط من "جـ".


الصفحة التالية
Icon