كل ليلة من رمضان.
وعن إبراهيم بن سعد قال: كان أبى يحتبى، فما يحلُّ حَبْوَتَه حتى يختم القرآن.
قلت: وروى عن منصور١ بن زاذان، أنه كان يختم فيه بين الظهر والعصر، ويختم أخرى فيما بين المغرب والعشاء، وكانوا يؤخرونها قليلا.
وعن الإمام الشافعى -رحمه الله- أنه كان يختم فى اليوم والليلة من شهر رمضان ختمتين، وفي غيره ختمة.
وعن أبي عبد الله البخارى صاحب "الصحيح" أنه كان يختم فى الليلة ويومها من رمضان ختمة.
ومن غريب هذا وبديعه ما ذكره الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى الصوفى قال: سمعت الشيخ أبا عثمان المغربى يقول: كان ابن الكاتب يختم بالنهار أربع ختمات، وبالليل أربع ختمات، وهذا نادر جدا، فهذا وأمثاله من الصحيح عن السلف محمول إما على أنه ما بلغهم فى ذلك حديث مما تَقَدَّمَ، أو أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرءونه "مع"٢ هذه السرة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
قال الشيخ أبو زكريا النواوي في كتابه................

١ أخرجه البيهقي في "الشعب" "ج٥/ رقم١٩٩٩"، وأبو نُعَيْم في "الحلية" "٣/ ٥٧، ٥٨" من طريق هشام بن حسان قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء، فختم القرآن وبلغ في الثانية إلى النحل، ووقع في رواية ابن معين عن يحيى بن أبي بكير: "في رمضان".
وأخرجه ابن حِبَّان في "الثقات" "٧/ ٤٧٤" عن يزيد بن هارون نحوه.
٢ في "جـ": "في".


الصفحة التالية
Icon