أسامة بن زيد الليثى، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المسجد، فإذا قوم يقرءون القرآن، قال: "اقرءوا القرآن، وابتغوا به الله عز وجل، من قبل أن يأتى قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه".
وقال أحمد١ أيضًا: حدَّثَنا خلف بن الوليد، ثنا خالد، عن حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونحن نقرأ القرآن، وفينا العجمى والأعرابي، قال: فاستمع، قال: فقال: "اقرءوا فكلٌّ حسنٌ، وسيأتى قوم يقيمونه كما يقام القدح ويتعجَّلونه ولا يتأجَّلونه".
وقال أبو بكر٢ البزار: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، ثنا

١ في "مسنده" "٣/ ٣٩٧"، وأخرجه أبو داود "٨٣٠"، وابن بشران في "الأمالي" "ج٤/ ق٣٨/ ٢"، والبيهقي في "الشعب" "ج٥/ رقم ٢٣٩٩"، والبغوي في "شرح السنة" "٣/ ٨٨" من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي بسنده سواء، وقد خولف حميد الأعرج كما مَرَّ ذكره.
٢ في "مسنده" "ج١/ رقم ١٢١" ورجاله ثقات إلّا المعلى الكندي، فلم يوثقه إلا ابن حِبَّان، وقد خولف عبد الله بن الأجلح في إسناده؛ خالفه سفيان الثوري فرواه عن الأعمش عن المعلي -رجل من كندة- عن فلان بن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود، وساقه نحوه، أخرجه أحمد في "الزهد" "ص١٥٥" قال: حدثنا عبد الرحمن -يعني: ابن مهدي- حدثنا سفيان به.
والثوري أثبت من ابن الأجلح، ولكن مداره على المعلى، ثم الراوي عن ابن مسعود مجهولٌ أيضًا.
وله طريق آخر أخرجه الدارمي "٢/ ٣١١"، وابن أبي شيبة "١٠/ ٤٩٧" من طريق الشعبي عن ابن مسعود، وهو منقطع، وأخرجه ابن أبي شيبة "١٠/ ٤٩٧-٤٩٨" من طريق زبيد اليامي عن ابن مسعود، وهو منقطع كسابقه، وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" "٩٣" عن عاصم بن بهدلة، عن ابن مسعود مثله وهو منقطع، وأخرجه عبد الرزاق "ج٣/ رقم ٦٠١٠"، وعنه الطبراني في "الكبير" "ج٩/ رقم ٨٦٥٥" من طريق الثوري عن أبي إسحاق وغيره، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود. وسنده صحيح.


الصفحة التالية
Icon