حدَّثَنا أحمد بن الحسن، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا الوليد ابن مسلم، ثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس أنه قال: بينا نحن عند رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ جاءه عليُّ بن أبى طالب فقال: بأبى أنت وأمى، تفلَّتَ هذا القرآن من صدرى، فما أجدنى أقدر عليه، فقال له رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات، ينفعك الله بهنَّ وتنفع بهن من علَّمتَه، ويثبت ما تعلمت فى صدرك؟ ". قال: أجل يا رسول الله، فعلمنى، قال: "إذا كانت ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم فى ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقال أخى يعقوبُ لبنيه: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾، يقول: حتى تأتى ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم فى وسطها، فإن لم تستطع فقم فى أولها، فصلِّ أربع ركعات: تقرأ في الأولى بفاتحة

= وقال المنذري في "الترغيب" "٢/ ٣٦١": "طرق وأسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدًّا". وقال الحافظ في "اللسان" "لعلَّ الوليد دلَّسه عن ابن جريج، فقد ذكر ابن أبي حاتم في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي أنه روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار". أ. هـ.
قلت: وهذا الحديث منكر، وليس إسنادُهُ نظيفًا -كما قال الذهبي- أو جيدًا كما قال المنذري، فإن الوليد بن مسلم دلَّسه ولم يصرِّح إلّا في شيخه حسبُ، والمعروف أن مدلس التسوية ينبغي أن يصرِّح في كل طبقات السند، وقد صرَّح بذلك الحافظ في "الفتح" "٢/ ٣١٨" في حديث آخر رواه الوليد بن مسلم فقال: "وقد صرَّح بالتحديث في جميع الإسناد". أ. هـ. فقول الذهبي: إن الوليد صرَّح بالتحديث؛ لا يخفى ما فيه، فإن الوليد لا يُدلِّس تدليس الإسناد حسبُ حتى يقال فيه ذلك. والله أعلم. ثم ابن جريج مدلس وقد عنعنه في جميع طرقه، وتدليسه قبيح كما قال الدارقطني، فقد يكون أسقط من الإسناد متهمًا أو نحوه، فتكون البلية من ذلك الساقط، وبالجملة فالحديث لا يصح سندًا ولا متنًا. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon