عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أنزل القران جملة واحدة إلى سماء الدنيا فى ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك فى عشرين سنة، ثم قرأ: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ [الإسراء: ١٠٦] هذا إسناد صحيح.
أما إقامته بالمدينة عشرا، فهذا مما لا خلاف فيه، وأما إقامته بمكة بعد النبوة، فالمشهور ثلاث عشرة سنة؛ لأنه -عليه السلام- أوحى إليه وهو ابن أربعين سنة، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح.
ويحتمل أنه حذف ما زاد على العشر اختصارا فى الكلام، لأن العرب كثيرا ما يحذفون الكسور فى كلامهم، أو أنهما إنما اعتبرا قرن جبريل -عليه السلام "به عليه السلام"١.
فإنه قد روى الإمام أحمد أنه قرن به -عليه السلام ميكائيل فى ابتداء الأمر يلقي إليه "الكلمة"٢ والشيء، ثم قرن به جبريل، ووجه مناسبة هذا الحديث بفضائل القرآن أنه ابتدئ بنزوله فى مكان شريف وهو البلد الحرام، كما أنه "كان"١ فى زمن شريف، وهو شهر رمضان، فاجتمع

= "ج٣/ رقم ٢٢٩٠"، والحاكم "٢/ ٢٢٣" وقال: "صحيح الإسناد"، وتابعه منصور بن المعتمر عن سعيد بن جبير بسنده سواء.
أخرجه الطبري "٣٠/ ١٦٦-١٦٧"، والحاكم "٢/ ٢٢٢، ٥٣٠" وقال: "صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحاكم "٢/ ٥٣٠"، والطبري "٣٠/ ١٦٦" من طريق حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نحوه وقال: "صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي! وليس كما قالَا؛ فلم يخرج الشيخان لحكيم بن جبير شيئًا، ثم هو ضعيف.
١ ساقط من "أ".
٢ في "جـ": "الحكمة".


الصفحة التالية
Icon