تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٣-٢٤]، وأخبر أنهم عاجزون عن معارضته بمثله، وأنهم لا يفعلون ذلك فى المستقبل أيضا.
هذا وهم أفصح الخلق، وأعلمهم بالبلاغة والشعر، "وقريظ"١ الكلام وضروبه، لكن جاءهم من الله ما لا قبل لأحد من البشر به من الكلام الفصيح البليغ الوجيز، المحتوى على العلوم الكثيرة الصحيحة النافعة، والأخبار الصادقة، عن الغيوب الماضية والآتية، والأحكام العادلة المحكمة، كما قال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام: ١١٥].
وقال الإمام أحمد بن حنبل٢: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبى، ثنا محمد بن اسحاق قال: ذكر محمد بن كعب القرظى، عن الحارث بن عبد الله الأعور قال: قلت: لآتين أمير المؤمنين فلأسألنه عما سمعت العشية، قال: فجئته بعد العشاء فدخلت عليه، فذكر الحديث، قال: ثم قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "أتاني جبريل فقال: يا محمد، أمتك مختلفة بعدك". قال: "فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟ "، قال: "فقال: "كتاب الله"٣، به يقصم الله كل جبار، من اعتصم به نجا، ومن تركه

١ في "أ": "قريض"، وهما بمعنًى.
٢ أخرجه أحمد في "المسند" "١/ ٩١"، ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" "ج١/ ق٦/ ٢" بسنده سواء. وهذا سند ضعيف جدًّا، وابن إسحاق مدلس، وقد استخدم ما يدل على التدليس قطعًا، ولكنه متابع كما يأتي، والحارث الأعور واهي الحديث.
٣ في "أ": "في كتاب الله"؛ وحرف الجر مقحم، ليس في "الأصول" ولا في "المسند".


الصفحة التالية
Icon