آخر الآيتين- مع أبى خزيمة الأنصارى١، وفى رواية: مع خزيمة بن ثابت الذى جعل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شهادته بشهادتين، لم أجدها مع غيره، فكتبوها عنه؛ لأنه جعل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شهادته بشهادتين في قصة الفرس

١ قال الحافظ في "الفتح" "٩/ ١٥": "قوله: "وجدت آخر سورة التوبة مع أبى خزيمة الأنصارى" وقع في رواية عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن سعد: "مع خزيمة بن ثابت" أخرجه أحمد والترمذي. ووقع في رواية شعيب عن الزهري كما تقدَّم في سورة التوبة: "مع خزيمة الأنصاري"، وقد أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" من طريق أبي اليمان عن شعيب، فقال فيه: "خزيمة بن ثابت الأنصاري". وكذا أخرجه ابن أبي داود من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب، وقول من قال عن إبراهيم بن سعد: "مع أبي خزيمة" أصح، وقد تقدَّم البحث فيه في تفسير سورة التوبة، وأن الذي وجد معه آخر سورة التوبة، غير الذي وجد معه الآية التي في الأحزاب؛ فالأول اختلف الرواة فيه على الزهري، فمن قائل: "مع خزيمة"، ومن قائل: "مع أبي خزيمة"، ومن شاكٍّ فيه على الزهري، فمن قائل: "مع خزيمة"، والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية، والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة.
وأبو خزيمة قيل: هو ابن أوس بن يزيد بن أصرم، مشهور بكنيته دون اسمه، وقيل: هو الحارث بن خزيمة، وأما خزيمة: فهو ابن ثابت ذو الشهادتين، كما تقدَّم صريحًا في سورة الأحزاب، وأخرج ابن أبي داود، من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: "أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة فقال: أشهد أني سمعتهما من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ووعيتهما، فقال عمر: وانا أشهد لقد سمعتمها، ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فألحقوها في آخرها"، فهذا إن كان محفوظًا احتمل أن يكون قول زيد بن ثابت: "وجدتها مع أبي خزيمة لم أجدها مع غيره" أي: أول ما كتبت، ثم جاء الحارث بن خزيمة بعد ذلك، أو أن أبا خزيمة هو الحارث بن خزيمة لا ابن أوس".


الصفحة التالية
Icon