بالسماع والإكثار منه. فمما ذكر في تاريخه ١٤: ١٤٩، أنه سمع صحيح مسلم في تسعة مجالس على الشيخ نجم الدين ابن العسقلاني، بقراءة الوزير العالم أبي القاسم محمد بن محمد بن سهل الأزدي الغرناطي الأندلسي، المتوفى بالقاهرة في ٢٢ محرم سنة ٧٣٠، حين قدم دمشق في جمادى الأولى سنة ٧٢٤ عازمًا على الحج.
وذكر في ترجمة شيخه الكبير المعمِّر الرحلة شهاب الدين الحجار، المعروف بابن الشحنة: أنه سمع عليه "بدار الحديث الأشرفية في أيام الشتويات نحوًا من خمسمائة جزء بالإجازات والسماع". وهذا الشيخ "عاش مائة سنة محققًا، وزاد عليها"، وتوفي سنة ٧٣٠. "التاريخ ١٤: ١٥٠".
وتفقَّه على الشيخين برهان الدين الفزاري وكمال الدين ابن قاضي شهبة، وحفظ التنبيه للشيرازي في فروع الشافعية، ومختصر ابن الحاجب في الأصول، ولزم الحافظ الكبير أبا الحجاج المزي، وقرأ عليه مؤلفه العظيم في الرجال "تهذيب الكمال"، وصاهره على ابنته زينب١، وكان من أعظم تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية، ولازمه وتخرَّج على يديه، وكانت له به خصوصيَّة ومناضلة عنه، واتِّباعٌ له في كثير من آرائه، وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق٢، وامتُحِنَ بسبب ذلك وأوذي.

١ ذكرها باسمها في ترجمة شيخه الحافظ المزي، المتوفى سنة ٧٤٢. "التاريخ ١٤/ ١٩١-١٩٢".
٢ أي: وقوع الطلاق الثلاث بلفظ واحد طلقة واحدة، كما هو الحق الذي تدل عليه الدلائل الصحاح.


الصفحة التالية
Icon