بن أبى ليلى، عن أُبَيِّ بن كعب، قال: كنت فى المسجد، فدخل رجل، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا فدخلنا على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ "غير"١ قراءة صاحبه، فقال لهما النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرءا"، فقرأ فقال: "أصبتما"، فلما قال لهما النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الذى قال، كَبُرَ عليَّ ولا إذا كنت فى الجاهلية، فلما رأى الذي غشينى ضرب فى صدرى، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله فرقا، فقال: "يا أُبَيّ، إن الله أرسل إليَّ أن اقرأ القران على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إليَّ أن أقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هَوّن على أمتي، فأرسل إلي أن أقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها"، قال: قلت: "اللهم اغفر لأمتى، اللهم اغفر لأمتى، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم -عليه السلام".
وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبى خالد به.
وقال ابن جرير: حَدَّثَنَا أبو كريب، ثنا محمد بن فضيل، عن اسماعيل بن أبى خالد، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن أبيه عن جده، عن أُبَيّ بن كعب قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله أمرنى أن اقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف " عن"٢ أمتى، فقال: اقرأه على حرفين، فقلت: رب خفف "عن"٢ أمتى، فأمرنى أن أقرأه على سبة أحرف من سبعة أبواب الجنة، كلها شافٍ كافٍ".
وقال ابن٣ جرير:.............

١ في "أ": "سوى".
٢ في "جـ": "على".
٣ في "تفسيره" "رقم ٣٨". =


الصفحة التالية
Icon