ويشهد بذلك النطق بكلمتي ﴿إِطْعَامُ﴾ [المائدة: ٨٩] و ﴿مِصْرَ﴾ [الزخرف: ٥١] و ﴿أَفْرِغْ﴾ [البقرة: ٢٥٠] و ﴿إِخْوَاناً﴾ [لحجر: ٤٧] فنجد أن التفخيم حسب مرتبته ظاهر في الطاء والصاد بخلاف الغين والخاء فإن فيهما أصل التفخيم فقط وهذا واضح بأدنى تأمل ثم إن الكسر الذي قبل الغين والخاء الساكنتين يستوي فيه الأصلي والعارض فالأصلي نحو ﴿أَفْرِغْ﴾ [الأعراف: ١٢٦] ﴿وَإِخْوَانَكُمْ﴾ [التوبة: ٢٣] والعارض نحو ﴿إِلاَّ مَنِ اغترف﴾ [البقرة: ٢٤٩] ﴿ولكن اختلفوا﴾ [البقرة: ٢٥٣] ولا يضر وجود حرف الاستعلاء بعد الغين في نحو ﴿لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ [آل عمران: ٨] فكل هذا يفخم تفخيماً نسبيّاً: أما حرف الاستعلاء الذي بعد الغين فيعطى حكمه حسب مرتبته. ويلحق بالغين والخاء الساكنتين إثر كسر في التفخيم النسبي الغين والخاء الساكنتان للوقف الواقعتان بعد الياء اللَّينَة نحو ﴿زَيْغٌ﴾ [آل عمران: ٧] و ﴿شَيْخٌ﴾ [القصص: ٢٣] أما إذا وصلتا فينزلان منزلتهما في المرتبة الثالثة لأنهما أصبحتا مضمومتين: وأما من فخم الغين والخاء الساكنتين المكسور ما قبلهما أو الساكنتين للوقف المسبوقتين بالياء اللينة تفخيماً قويّاً كما سمعنا ورأينا فقد أخطأ إذ يخرجهما بذلك التفخيم القوي عن المرتبة المخصصة لهما.
هذا: ويستثنى من التفخيم النسبي الخاء الساكنة الواقعة بعد كسر المجاورة للراء المفخمة فلتفخيم الراء تفخم الخاء تفخيماً قويّاً ليحصل التناسب بينهما