وهو ممنوع كذلك وليس بيان الضاد المعجمة قاصراً على ما ذكر بل بيانها لازم مطلقاً خصوصاً إذا كانت ساكنة نحو ﴿فَضَّلْنَا﴾ [الإسراء: ٢١، ٥٥] و ﴿وَقَيَّضْنَا﴾ [فصلت: ٢٥] و ﴿يُضْلِلِ﴾ [الرعد: ٣٣] ﴿واخفض جَنَاحَكَ﴾ [الشعراء: ٢١٥].
ومما يجب مراعاته أيضاً تصفية الهاء أي تخليصها إذا جاورت هاء أو ياء أو غيرهما نحو ﴿جِبَاهُهُمْ﴾ [التوبة: ٣٥] و ﴿جُنوبُهُمْ﴾ [التوبة: ٣٥] و ﴿ظُهُورُهُمْ﴾ [التوبة: ٣٥] ونحو ﴿عَلَيْهِم﴾ [الفاتحة: ٧] و ﴿إِلَيْهِمْ﴾ [آل عمران: ١٩٩] و ﴿يُزَكِّيهِمْ﴾ [البقرة: ١٢٩] وذلك لأن الهاء حرف خفي ولاتصافها بصفات الضعف كما تقدم ولذلك قويت بالصلة إذا وقعت ضميراً كقوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً﴾ [الانشقاق: ١٥]. وقد أشار إلى ما ذكرناه في هذا الفصل الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
وإنْ تَلاقَيَا البَيَانُ لاَزمُ | أَنْقَضَ ظَهْرَك يَعَضُّ الظَّالِمُ |
واضْطُرَّ معْ وَعَظْتَ مع أَفَضْتُمْ | وَصَفِّ هَا جِبَاهُهُمْ عليْهمُ |